فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرياهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}
وقال: {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرياهَا وَمُرْسَاهَا} اذا جعلت من أَجْرَيْتُ وأَرْسَيْتُ وقال بعضهم {مَجْراها وَمَرساها} اذا جعلت من جَرَيت وقال بعضهم {مُجْرِيها ومُرْسِيها} لانه أراد ان يجعل ذلك صفة لله عز وجل.
{قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} وقال: {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي} فقطع {سَآوِى} لأَنَّهُ أَفْعَلُ وهو يعني نفسه. وقال: {لاَعَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ} ويجوز أن يكون على لاذا عِصْمَةٍ أَيْ: مَعْصُوم ويكون {إِلاَّ مَنْ رَحِمَ} رفعا بدلًا من العاصِم.
{وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَياسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} وقال: {وَغِيضَ الْمَاءُ} لأنك تقول غِضْتُهُ فأَنَا أَغِيضُهُ وتقول: غَاضَتْهُ الأَرْحَامُ فهِيَ تَغِيضُه وقال: {وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ}. وأما (الجُودِيُّ) فثقل لانها ياء النسبة فكأنه أضيف الى الجُود كقولك: البَصْرِيّ والكُوفِيّ.
{قَالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} وقال: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} منوّن لانه حين قال- والله اعلم-: {لاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} كان في معنى {أَنْ تَسْأَلِني} فقال: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} وقال بعضهم {عَمِلَ غَيْرَ صالِحٍ} وبه نقرأ.
{قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وقال: {وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ} رفع على الابتداء نحو قولك ضَرَبْتُ زَيْدًا وعَمْرُو لِقيتُه على الابتداء.
{إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ}
وقال: {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا} على الحكاية تقول: ما أَقُولُ إِلا: ضَرَبَكَ عَمْروٌ وما أَقُولُ إِلاّ: قامَ زَيْدٌ.
{وَياقَوْمِ هَاذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}
وقال: {هَاذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} نصب على خبر المعرفة.
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}
وقال: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} فأضاف (خِزْي) الى اليوم فجره وأضاف اليوم الى إذ فجره. وقال بعضهم (يَوْمَئِذِ) فنصب لانه جعله اسما واحدا وجعل الاعراب في الاخر.
{كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ} وقال: {أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ} كتابها بالالف في المصحف وانما صرفت لانه جعل ثمودَ اسم الحي أو اسم أبيهم. ومن لم يصرف جعله اسم القبيلة. وقد قرئ هذا غير مصروف. وانما قرئ منه مصروفا ما كانت فيه الالف. وبذلك نقرأ. وقد يجوز صرف هذا كله في جميع القرآن والكلام لانه اذا كان اسم الحي أو الاب فهو اسم مذكر ينبغي أن يصرف.
{فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ}
وقال: {نَكِرَهُمْ} لأنك تقول نَكِرْتُ الرجل وأَنْكَرْتُهُ.
{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}
وقال: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} رفع على الابتداء وقد فتح على: {وَبِيَعْقُوبَ مِنْ وراءِ إِسْحاقَ} ولكن لا ينصرف.
{قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهذابَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هذالَشَيْءٌ عَجِيبٌ}
وقال: {قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ} فاذا وقفت قلت (يا وليتاه) لأن هذه الألف خفيفة وهي مثل الف الندبة؛ فلطفت من ان يكون في السكت وجعلت بعدها الهاء ليكون أبين لها وأبعد للصوت. وذلك ان الألف اذا كانت بين حرفين كان لها صدى كنحو الصوت يكون في [135] جوف الشيء فيتردد فيه فيكون اكثر وابين. ولا تقف على ذا الحرف في القرآن كراهية خلاف الكتاب. وقد ذكر أنه يوقف على ألف الندبة فان كان هذا صحيحا وقفت على الالف.
وقال: {وَهذابَعْلِي شَيْخًا} وفي قراءة ابن مسعود (شَيْخٌ) ويكون على ان تقول هُوَ شيخ كأنه فسر بعدما مضى الكلام الأول او يكون اخبر عنهما خبرا واحدًا كنحو قولك هذا أَخْضَرُ أَحْمَرُ او على ان تجعل قولها (بعلى) بدلًا من (هذا) فيكون مبتدأ ويصير الشيخ خبره وقال الشاعر: [من الرجز وهو الشاهد الثاني والعشرون]:
مَنْ يَكُ ذَابَتٍّ فَهذا بَتِّى ** مُقَيِّظٌ مُصيِّفٌ مُشَتِّى

{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ}
وقال: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ} وهو الفَزَع. ويقال أَفْرخَ رَوَعُكَ وأُلْقِيَ في رُوِعي أي: في خَلَدي. فالرُوْعُ القَلْبُ والعَقْلُ. والرَّوْعُ: الفَزَع.
{وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ ياقَوْمِ هؤلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ}
وقال: {هؤلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} رفع، وكان عيسى يقول: {هُنَّ أَطْهَرَ لكم} وهذا لا يكون انما ينصب خبر الفعل الذي لا يستغني عن خبر اذا كان بين الاسم وخبره هذه الأسماء المضمرة التي تسمى الفصل يعني: هِيَ وهُوَ وَهُنّ وزعموا أن النصب قراءة الحسن أيضا.
وقال: {فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} لأَنَّ الضَيْفَ: يكون واحدا ويكون جماعة. تقول: هؤلاء ضَيْفي هذا ضَيْفي كما تقول: هَؤُلاءِ جُنُبٌ وهذا جُنُبٌ، وهؤلاء عَدُوٌّ وهذا عَدُوٌّ.
{قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}
وقال: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً} وأَضْمَرَ لكان.
{قَالُواْ يالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ الْلَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}
وقال: {إِلاَّ امْرَأَتَكَ} يقول: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}، {إِلاَّ امْرَأَتَكَ} نصب. وقال بعضهم {إِلاَّ امْرَأَتُكَ} رفع وحمله على الالتفات. اي لا يلتفت منكم الا امرأتك.
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}
وقال: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً} نصب بالتنوين. فالمَنْضُودُ من صفة السِّجِّيلِ، والمُسَوَّمَةُ من صفة الحجارَةِ فلذلك انتصب.
{قَالُواْ ياشُعَيْبُ أَصَلَاوتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}
وقال: {أَصلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} يقول أَنْ نَتْرُكَ وَأَنْ نَفْعَلَ في أَمْوالِنا ما نَشاءُ وليس المعنى أَصلاتُكَ تأمُرُكَ أَنْ نَفْعَلَ في أَمْوالِنا ما نَشاءُ لأنه ليس بذا امرهم. وقال بعضهم (تَشاءُ) وذلك اذا عنوا شعيبا.
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ}
وقال: {مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} يريد ومحصود كالجريح والمجروح.
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ولكن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} وقال: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} لأَنَّهُ مَصْدَر تَبَّبوُهُم تَتْبِيبا.
{يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} وقال: {لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} ومعناه تتفَعَّلُ فكان الاصل ان تكون تَتَكَلَّمُ ولكنهم استثقلوا اجتماع التاءين فحذفوا الاخرة منهما لانها هي التي تعتل فهي احقهما بالحذف، ونحو: {تَذَكَّرُون} يسكنها الادغام فإن قيل: فهلا ادغمت التاء هاهنا في الذال وجعلت قبلها الف وصل كما قلت: اِذَّكَّرُوا فلأن هذه الألف انما تقع في الامر وفي كلّ فعل معناه فعل فأما يَفْعَلُ وتَفْعَلُ فلا.
{وَإِنَّ كُلًا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
وقال: {وَأَنَّ كُلًا} ثقيلة وقال أهُل المدينة (وإِنْ كُلًا) خففوا (إنْ) وأعملوها كما تعلم لَمْ يَكُ وقد خففتها من يَكُنْ: {لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} فاللام التي مع (ما) هي اللام التي تدخل بعد أن واللام الاخرة للقسم.
{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
وقال: {وَلاَ تَطْغَوْا} من طَغَوْتَ تَطْغَا مثل مَحَوْتَ تَمْحا.
{وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ}
وقال: {وَلاَ تَرْكَنُواْ} لانها من رَكَنَ يَرْكَنُ وان شئت قلت وَلاَ تَرْكُنوا وجعلتها من رَكَنَ يَرْكُنُ.
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ الْلَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذلك ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}
وقال: {طَرَفَيِ النَّهَارِ} فحّرك الياء لانها ساكنة لقيها حرف ساكن لأن أَكثر ما يحرّك الساكن بالكسر نحو: {صاحِبَيِ السِّجّنِ}.
وقال: {وَزُلَفًا مِّنَ الْلَّيْلِ} لانها جماعة تقول زُلْفَة وزُلُفاتٌ وزُلَفْ.
{وَكُلًا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَاذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} وقال: {وَكُلًا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ} على {نقص}: {مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} (كلاّ).
{وَللَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} وقال: {وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} اذا لم يجعل النبيَّ صلى الله عليه فيهم وقال بعضهم {تَعْمَلُون} لانه عنى النبيَّ صلى الله عليه معهم او قال له قل لهم: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.
المعاني الواردة في آيات سورة يوسف:
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هذا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}
وقال: {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} يقول: {نَقُصُّ عَلَيْكَ} بوحينا: {إِلَيْكَ هذا الْقُرْآنَ} وجعل (ما) اسما للفعل وجعل (أَوْحَيْنا) صلة.
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}
وقال: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} فكرر الفعل وقد يستغني باحدهما. وهذا على لغة الذين قالوا ضَرَبْتُ ز َيْدًا ضَرَبْتُهُ وهو توكيد مثل: {فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} وقال بعضهم (أَحَدَ عْشَرَ) واسكن العين وكذلك (تِسْعَةَ عْشَرَ) الى العشرين لما طال الاسم وكثرت متحركاته اسكنوا. ولم يسكنوا في قولهم اثْنَيْ عَشَر واثْنَتا عَشْرَةَ للحرف الساكن الذي قبل العين وحركة العين في هذا كله هو الاصل.
وأَمَّا قوله: {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} فانه لما جعلهم كمن يعقل في السجود والطواعية جعلهم كالانس في تذكيرهم اذا جمعهم كما قال: {عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ}. وقال الشاعر: [من الخفيف وهوة الشاهد الثالث والثلاثون بعد المئتين]:
صَدَّها مَنْطِقُ الدَّجاجِ عَنِ القَصْدِ ** وَضَرْبُ الناقُوسِ فَاجْتُنِبا

. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة هود مكية كلها.
1- {أُحْكِمَتْ آياتُهُ} فلم تنسخ.
{ثُمَّ فُصِّلَتْ} بالحلال والحرام. ويقال: فصّلت: أنزلت شيئا بعد شيء ولم تنزل جملة.
{مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} أي من عند حكيم خبير.
3- {يُمَتِّعْكُمْ مَتاعًا حَسَنًا} أي يعمّركم. وأصل الإمتاع: الإطالة.
يقال: أمتع اللّه بك، ومتّع اللّه بك إمتاعا ومتاعا. والشيء الطويل: ماتع.
ويقال: جبل ماتع. وقد متع النّهار: إذا تطاول.
5- {يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} أي يطوون ما فيها ويسترونه {لِيَسْتَخْفُوا} بذلك من اللّه.
{أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ} أي يستترون بها ويتغشّونها.
6- {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها} قال ابن مسعود: مستقرها: الأرحام. ومستودعها: الأرض التي تموت فيها.
8- {إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ}: أي إلى حين بغير توقيت. فأما قوله: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} فيقال: بعد سبع سنين.
9- {لَيَؤُسٌ} فعول من يئست. أي قنوط.
10- {ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي} أي البلايا.
15- {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها} أي نؤتهم ثواب أعمالهم لها فيها.
{وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ} أي لا ينقصون.
17- {أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ} مفسر في كتاب «المشكل».
22- {لا جَرَمَ} حقا.
23- {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} أي تواضعوا لربهم. والإخبات: التواضع والوقار.
27- {أَراذِلُنا} شرارنا. جمع أرذل. يقال: رجل رذل وقد رذل رذالة ورذولة.
{بادِيَ الرَّأْيِ} أي ظاهر الرأي. بغير همز. من قولك: بدا لي ما كان خفيّا: أي ظهر. ومن همزه جعله: أوّل الرأي. من بدأت في الأمر فأنا أبدأ.
28- {أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي} أي على يقين وبيان.
{فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ} أي عميتم عن ذلك. يقال: عمي عليّ هذا الأمر. إذا لم أفهمه، وعميت عنه، بمعنى.
{أَنُلْزِمُكُمُوها} أي نوجبها عليكم ونأخذكم بفهمها وأنتم تكرهون ذلك؟!.
35- {قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ} أي اختلقته.
{فَعَلَيَّ إِجْرامِي} أي جرم ذلك الاختلاق- إن كنت فعلت.
{وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ} في التكذيب.
37- {والْفُلْكَ} السفينة. وجمعها فلك، مثل الواحد.
40- {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} أي من كلّ ذكر وأنثى اثنين.
{وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ} أي سبق القول بهلكته.
41- {مَجْراها}: مسيرها.
{وَمُرْساها} حيث ترسي وترسو أيضا. أي تقف.
43- {يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ} أي يمنعني منه.
{قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ} لا معصوم اليوم {مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ} ومثله {مِنْ ماءٍ دافِقٍ} [سورة الطارق آية: 6] بمعنى مدفوق.
44- {وَغِيضَ الْماءُ} أي نقص. يقال: غاض الماء وغضته. أي نقض ونقصته.
{وَقُضِيَ الْأَمْرُ} أي فرغ منه فغرق من غرق، ونجا من نجا.
و{الْجُودِيِّ}: جبل بالجزيرة.
46- {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} لمخالفته إياك. وهذا كما يقول الرجل لابنه إذا خالفه: اذهب فلست منك ولست مني. لا يريد به دفع نسبه. أي قد فارقتك.
50- {وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُودًا} جعله أخاهم: لأنه منهم.